أنت العظيمة.. أماه !

[color=green][size=24][center]أنت العظيمة.. أماه ![/[/center]color] [/size]

[color:58a2=darkred][center]غنية في فقرك، عشت..

فلم تكوني أحدا، تسألين..

عزيزة النفس.. غزيرة الأنس.. قليلة اليأس..

رهيفة الحس؛ على الأشرار: شديدة البأس...

رغم الحاجة، رغم الحرمان والتعب البؤِس

فلم تكوني أحدا، تسألين.

بل بعمل يديك، ابنيك علت

وشرفك وشرفهما صنت..

وبحرفك وبما كنت تجيدين..

فكم قطعة من الفخار صنعت..

وكم حزمة من الحطب احتطبت..

والمكانس التي...

– بعدما كنت مادتها، من الغابة، تجمعين –

... كنت تبيعينها ليَقْتات ابناك..

وكي، معهما ولهما، تعيشين ..

ولكي لا ينقطع ابناك عن الدراسة،

ولا يحسا بالحرمان وبالتعاسة..



***



أماه ... يا أنت !

بسمة على كل القلوب، كنت ..

أينما دخلت وحيثما حللت..

فمن كان يمرض من الأقارب والجيران،

ومن المعارف والأخوات والإخوان،

وعنده - زائرة - ما حضرت ؟!

كم شخصا مات، وأهلَه ما واسيت ؟!



***



أماه .. أماه .. يا أنت !

كم طائشا من النساء والرجال..

صغارا وكبارا ومن كل الأجيال..

كم منهم – بالاستقامة - ما نصحت ؟!

ولهم، طريق الهدى، ما أوضحت ؟!



***



أنت القوية، أماه، يا سيدتي...

[بع بتسعمائة ما قيمته مليون...

وما قيمته : اثنا عشرة مائة، فبعه بمليون]

هذا ما كنت تقولين لي، وما به أوصيت،

عند بيعي - في الأضحى - كباشك التي ربيت..

عندما مات زوجك - أبي - بعد المرض..

وتركك من غير دخل، ولا منحة، ولا عوض..

بل بلا سنتيم واحد، فضلا عن الألف والمليون..



***



أنت القوية، أماه، يا سيدتي...

ما رأيتك يوما - وأنت المرأة - تبكين...

ولا من قسوة الأيام: تعبا، وجهدا حهيدا، وعناءا...

أومن مرارة البؤس : بردا, وجوعا، وعراءا

سمعتك مرة - يا أماه - تشكين...



***



لكن دمعة، من عينك، سقطت،

لما رأيتني - أماه - مهتما بك.. حزينا عليك،

مغموما من أجلك.. مهموما، مكروبا عليك..

فجادت لذلك عينك وما قحطت..

بكت (علي) عينك لبكائي عليك..

لدنوي منك.. لحنوي عليك..

بكيتِني أماه وأنا في منتهى قواي:

أخدمك، وأقبلك، وأشرِّبك وأأكِّلك ...

فأبكيتِني وأنت في منتهى ضعفك:

أخدمك، وأقبلك، وأشرِّبك وأأكِّلك ...

بكيتِني فأبكيتِني.. فكنتِ القويةَ حتى في ضعفك..

كما كنت دائما: أنت الأقوى..

وما استطعت - معك - أن أبقى

- ولو في منتهى قوتي - أنا الأقوى..



***



أماه أيتها العظيمة ..

عشت، رغم المحن، رحيمة حليمةْ..

إن ترحلي فقد وجدت الدنيا غيرَ ذات قيمةْ..

تتركينها بأحزانها وبهارجها الأليمة..

لتختاري سعادة الجنة السليمة..

عند الله هناك في الأعالي

حيث الماس، والإستبرق، والزبرجد، واللآلي (*)

والعنبر، والحب، والفواكه، والعسجد، والمعالي..

مما لم تذوقيه بعد، وما رأيتِه يوما،

أو سمعته أدناك، أو فكرت فيه دوما

في أيام الدنيا - هذه - الخوالي...

وحيث لا مرض، ولا فقر، ولا حاجة،

ولا قبح، ولا شيخوخة، ولا سماجة...

ولا تعب، ولا نصب، ولا صخب، أو كلمة فاسدة ..

بل أنت هناك، أبدا، جميلة وعروس خالدة..

لأنك - أمي - عشت عظيمة..

ها أنت تموتين عظيمة..

و- إن شاء الله -

ستبعثين عظيمة !

هذه القصيدة ألفها أبي عند وفاة أمه _جدتي_
هي تحمل كل خصال جدتي وما كانت تعمله رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه
أتمنى أن تعطوني رأيكم فيها .[/center][/color]

أنت العضيمة فيض الابداع قصيدة رااااااااااااائعة

[b]خاطرة رائعة رحم الله جدتك واسكنها فسيح جنانه [/b]

بارك الله فيكما على المرور العطر آمين يارب العالمين شكرا فلة على الدعاء ,,,

وفيكي بركة أختي فيض الإبداع ننتضر منكي المزيد إن شتء الله

ان شاء الله

بارك الله فيكي و أطال عمرك و رحم الله جدتك و جعل الجنّة مأواها

جزاك الله خيرا على مرورك العطر

قصة مؤثرة مشكورة